بحـث
نوفمبر 2024
الإثنين | الثلاثاء | الأربعاء | الخميس | الجمعة | السبت | الأحد |
---|---|---|---|---|---|---|
1 | 2 | 3 | ||||
4 | 5 | 6 | 7 | 8 | 9 | 10 |
11 | 12 | 13 | 14 | 15 | 16 | 17 |
18 | 19 | 20 | 21 | 22 | 23 | 24 |
25 | 26 | 27 | 28 | 29 | 30 |
((( لصوص ))) للقدير رضا عفيفى
صفحة 1 من اصل 1
((( لصوص ))) للقدير رضا عفيفى
قصة قصيرة
لصوص
يوم جمعة حار من أيامِ أغسطس.. قفز أحد الطفلين فوق ظهر الأخر إرتكز بكلتا يديه فوق الرصيف الملتهب .. تقافزا في وجل , وأنهيا اللعبة بأن جلس أحدهم في ظل صندوق القمامة الكبير الذي ينامان بجانبه.
قفز الأخر الي جوفه يبحث بين الأكياس السوداء المكدسة بداخلها عن طعام , لم يجد . برغم ذلك أسعدتة قطعة بلاستيكية من بقايا لعبة قديمة مفككة .. تناوب الطفلان اللعب بها مرة بأرجلهم الحافية ومرة بإلقائها لبعضهم البعض كأنها كرة .. الجوع غلب . أمسك بها ووضعها بين طيات سرواله المتعدد الرقع .. الممزق من فوق الركبة .
وانطلقا من الشارع الضيق الي الخارج .. ثم تسمرا في مكانهما ..عندما فتحت حقيبة السيارة الفارهة فجأة ودون أن يكون الي جوارها أحد . بحذر شديد أخذا يقتربان . كانت شديدة الاتساع يستطيعان النوم فيها والاستمتاع بالدفء .. كان الصبي يلهو بالريموت الخاص بسيارة أبيه ويتمتع كثيراً وهو يراهما يقتربان في ذهول منها . لمح أحدهما بطيخه كبيرة الحجم وإلي جوارها رزم كثيره ومتناثرة بألوان عديدة داخل الحقيبه تغطيها بعض الجرائد .. الأهرام .. الأخبار .. الجمهورية .
وفي لحظة كانا يضعان أيديهم الممصوصة تحت البطيخه ويهرولان بها . وقبل ان يصرخ من بالشرفة . إمسك حرامي ..
كانا قد إختفيا خلف العمارة من الجهة الشرقية ولم يلحق بهما أحد .. وأنشغل
كل من تجمع علي صراخ الولد بالعملات الورقية التي تناثرت بداخل حقيبة السيارة . ولكن في لمح البصركان صاحب السيارة يغلقها بالريموت. وينزل مهرولاً .
في ظل صندوق القمامة. وبقبضة جائعة عطشاً إنشقت بطن البطيخة وتناوبا عليها في صراع أبدي ,حتي تمزقت تماما ولم يبقي منها شئ ليلقي في الصندوق .
عندما سمعا صوت طفل يقول ..
.. هاهما اللصان.
وبظلال كئيبة عملاقة. تقدم الشرطي وأمسك بكليهما من قفاه .. ودفعهما أمامه ركلاً وضرباً .. والأخريتقافز في سعادة .
وكان والده يحشد نقوده داخل حقيبة سوداء كبيرة ..وفي غرابة وضع الولد يده البضة في طيات .ملابس الطفل الممزقة .. وأنتزع اللعبه البلاستيكيه وهو يردد..
.هات يا حرامي هذه لعبتي .
قبل ان ينطق بكلمة وكزه الشرطي وهو يردد لصوص ..حراميه.. حتي اللعبة. . ودفعهما أمامه وهو يردد العبارة في آليه .
رمقهما الولد وهويمسك بيد أبيه داخلاً إلي العمارة .. وضحك . ثم ألقي ببقايا اللعبة من يده .وأمسك بورقة النقود قبل ان تطير من حقيبة والده.
تمت
رضا عفيفي السيد
القاهرة
19/2/2004
( نشرت الاهرام المسائي ... المجموعة القصصية خيط من حرير )
لصوص
يوم جمعة حار من أيامِ أغسطس.. قفز أحد الطفلين فوق ظهر الأخر إرتكز بكلتا يديه فوق الرصيف الملتهب .. تقافزا في وجل , وأنهيا اللعبة بأن جلس أحدهم في ظل صندوق القمامة الكبير الذي ينامان بجانبه.
قفز الأخر الي جوفه يبحث بين الأكياس السوداء المكدسة بداخلها عن طعام , لم يجد . برغم ذلك أسعدتة قطعة بلاستيكية من بقايا لعبة قديمة مفككة .. تناوب الطفلان اللعب بها مرة بأرجلهم الحافية ومرة بإلقائها لبعضهم البعض كأنها كرة .. الجوع غلب . أمسك بها ووضعها بين طيات سرواله المتعدد الرقع .. الممزق من فوق الركبة .
وانطلقا من الشارع الضيق الي الخارج .. ثم تسمرا في مكانهما ..عندما فتحت حقيبة السيارة الفارهة فجأة ودون أن يكون الي جوارها أحد . بحذر شديد أخذا يقتربان . كانت شديدة الاتساع يستطيعان النوم فيها والاستمتاع بالدفء .. كان الصبي يلهو بالريموت الخاص بسيارة أبيه ويتمتع كثيراً وهو يراهما يقتربان في ذهول منها . لمح أحدهما بطيخه كبيرة الحجم وإلي جوارها رزم كثيره ومتناثرة بألوان عديدة داخل الحقيبه تغطيها بعض الجرائد .. الأهرام .. الأخبار .. الجمهورية .
وفي لحظة كانا يضعان أيديهم الممصوصة تحت البطيخه ويهرولان بها . وقبل ان يصرخ من بالشرفة . إمسك حرامي ..
كانا قد إختفيا خلف العمارة من الجهة الشرقية ولم يلحق بهما أحد .. وأنشغل
كل من تجمع علي صراخ الولد بالعملات الورقية التي تناثرت بداخل حقيبة السيارة . ولكن في لمح البصركان صاحب السيارة يغلقها بالريموت. وينزل مهرولاً .
في ظل صندوق القمامة. وبقبضة جائعة عطشاً إنشقت بطن البطيخة وتناوبا عليها في صراع أبدي ,حتي تمزقت تماما ولم يبقي منها شئ ليلقي في الصندوق .
عندما سمعا صوت طفل يقول ..
.. هاهما اللصان.
وبظلال كئيبة عملاقة. تقدم الشرطي وأمسك بكليهما من قفاه .. ودفعهما أمامه ركلاً وضرباً .. والأخريتقافز في سعادة .
وكان والده يحشد نقوده داخل حقيبة سوداء كبيرة ..وفي غرابة وضع الولد يده البضة في طيات .ملابس الطفل الممزقة .. وأنتزع اللعبه البلاستيكيه وهو يردد..
.هات يا حرامي هذه لعبتي .
قبل ان ينطق بكلمة وكزه الشرطي وهو يردد لصوص ..حراميه.. حتي اللعبة. . ودفعهما أمامه وهو يردد العبارة في آليه .
رمقهما الولد وهويمسك بيد أبيه داخلاً إلي العمارة .. وضحك . ثم ألقي ببقايا اللعبة من يده .وأمسك بورقة النقود قبل ان تطير من حقيبة والده.
تمت
رضا عفيفي السيد
القاهرة
19/2/2004
( نشرت الاهرام المسائي ... المجموعة القصصية خيط من حرير )
مواضيع مماثلة
» ((( عقد عمل ))) للقدير المبدع رضا عفيفى
» ((( نقاط ))) للقدير رضا عفيفى
» (( ومضات )) للمبدع رضا عفيفى
» (( تخاريف ذات مساء )) للمبدع رضا عفيفى
» ( العالم شجرة عفنة الأوراق ) للشاعر القدير رضا عفيفى
» ((( نقاط ))) للقدير رضا عفيفى
» (( ومضات )) للمبدع رضا عفيفى
» (( تخاريف ذات مساء )) للمبدع رضا عفيفى
» ( العالم شجرة عفنة الأوراق ) للشاعر القدير رضا عفيفى
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
الخميس ديسمبر 12, 2019 6:04 pm من طرف Medhat
» ( الشخصية الرومانسية بين القوة والضعف ) د، مدحت مختار
الثلاثاء أغسطس 20, 2019 2:38 pm من طرف Medhat Mokhtar
» ( طير اصحاب الحيل ) للشاعر البارع د، سمير خليل
الثلاثاء يوليو 16, 2019 1:36 pm من طرف Medhat Mokhtar
» ( كلمة بسيطة ) للشاعر القدير الخال عصمت
الثلاثاء يوليو 16, 2019 1:34 pm من طرف Medhat Mokhtar
» ( لربما مازلت احبك ) للشاعرة المبدعة وفاء انطاكية
الثلاثاء يوليو 16, 2019 1:32 pm من طرف Medhat Mokhtar
» ( رماد الحياة ) للشاعر المبدع اشرف حسن
الثلاثاء يوليو 16, 2019 1:29 pm من طرف Medhat Mokhtar
» ( تناديني نسائم الشوق ) للشاعر المبدع كمال سلامه
الثلاثاء يوليو 16, 2019 1:27 pm من طرف Medhat Mokhtar
» ( الطيبة والحماقة بين التشابه والإختلاف ) د/ مدحت مختار
الخميس يوليو 04, 2019 9:42 pm من طرف Medhat Mokhtar
» ( دموع تنساب ) للشاعر القدير فتحي بهجت
الثلاثاء يوليو 02, 2019 12:47 pm من طرف Medhat Mokhtar