بحـث
نوفمبر 2024
الإثنين | الثلاثاء | الأربعاء | الخميس | الجمعة | السبت | الأحد |
---|---|---|---|---|---|---|
1 | 2 | 3 | ||||
4 | 5 | 6 | 7 | 8 | 9 | 10 |
11 | 12 | 13 | 14 | 15 | 16 | 17 |
18 | 19 | 20 | 21 | 22 | 23 | 24 |
25 | 26 | 27 | 28 | 29 | 30 |
((( متسول الحقيقة ))) للقديرة ماجى صلاح
صفحة 1 من اصل 1
((( متسول الحقيقة ))) للقديرة ماجى صلاح
متسول الحقيقة(قصه)
=========
قد تكون أكثر الأشياء وضوحا تحمل بين طياتها الكثير من الاسرار, وقد يرى البعض ان قصتى ضرب من خيال,, رحت افكر و اتابع قصة متسول شارعنا,,, كانت اقامته الدائمه بمفترق أربع شوارع على ناصية ميدان صغير بالحى الذى اسكن فيه,,, كنا نشاهده يجمع الكرتون ويحيط به نفسه ويرتدى بذله واسعة قديمة,,, أصبح من ظواهر المنطقه حتى اذا غاب يوما نشعر بالقلق,, والشباب كانوا يجلسون بجانبه على الرصيف يتسامرون,,, ولكنه لم يكن ينطق بكلمة,,, مر عليه بيننا قرابة الثلاث سنوات,,, وذات يوم دهمته سيارة وهو جالس هناك بعد صلاة الفجر ومات قبل أن يتم نقله للمشفى,,, ونقل إلى مشرحة المستشفى العام,,, واتفق اهل الحى ان يدفنوه بمقابر الصدقات,,, واقترح احدهم ان يبحثوا بأغراضه علهم يعثرون على عنوان,,, واكتشفو بداخل أغراضه بطاقة تحمل صورته ولكنه اكثر وضوح ووجهه أكثر اشراقآ والأغرب ما كتب بها,,, أستاذ جامعى فى كلية مرموقه,,, أما العنوان فكان فى منطقه راقيه,,, اتفقوا على أن يذهب إثنان منهم الى العنوان المكتوب وكان منهم أخى,,, وراح يقص حكايته بصوت حزين وقلب موتر من الالم، وصلنا وكان ولابد من الإستئذان قبل الصعود,,, سألنا عن أسمه او أحد من أسرته,,, ولم يكن هناك الا إبنته, فطلبنا مقابلتها وخبرناها اننا نعرف اخبار عن والدها,,, ويبدو أنها كانت قلقه ووافقت على الفور على المقابلة ,, واستقبلنا رجل كبير فى السن واصطحبنا الى ردها واسعة وكانت تجلس فتاه فى أواخر العشرينات بوجه جميل برغم مسحة الالم والحزن,,, واعتذرنا منها ,,, وقصصنا عليها القصه كما كانت ,,غامت عينها بسحابه من الدموع ,, وراحت تبكى بلا صوت بشهقات تقطع نياط القلوب ,,ولم نقوى على الحراك او الكلام واعتذرت منا,,,,بصوت خفيض قالت ,,قصتنا اقرب للخيال برغم واقعيتها,, والدى كان دكتور ناجح وكنا انا واخى التوئم طلاب معه فى كليته وقد تعلمنا منه المثل العليا وحرية التعبير ,, قبل 25 يناير أنضممنا الى الكثير من الشباب الحالمين بالتغير,,, وقد كان بيننا وبين والدى جدال دائم,,, نحن نرى أن سبب تردى الأوضاع وسؤ الأخلاق الفقر وهو مقتنع ان هناك أسباب أخرى فى المجتمع,,, اذا كان الفقر فلماذا فى بعض الدول المتقدمة اوالغنية توجد جرائم قتل وسرقة وانتحار واغتصاب وأنحلال أخلاقى,,, وكان ينتهى النقاش دائمآ بلانتيجة ,, بمرور الوقت أصبح يناصر قضيتنا عن أقتناع,, وانتفض الشباب ثم أصبحت إنتفاضة شعب,, ورحنا نمتطى موجة الانتفاضه وكانت ايامنا تتوالى مابين كر وفر,, وكان يجلس معنا بالأيام فى الميدان وتتابعت الاحداث,,, وزادت الفوضى التى تعم البلاد عادة بعد اى ثورة غير منظمه وبلا زعيم,,, وذات يوم بعد نقاش حاد قرر والدى أنه سوف يقوم ببحث ميدانى فى بعض المناطق المتوسطة والفقير,,, كانت فكرته( المتسول الشيك) يملك بدلة قديمة كا من أصابه العسر بعد اليسر,,, واختار منطقة ولم يخبرنا اين وبدأ فى كتابة اطروحته واستمر هذا الوضع شهور كان يخرج لساعات ويعود وقد مر على الثورة أكثر من عام,,, كان يحلم بان يؤارخ للأجيال القادمه قصة شعب واسباب ثورة,, وبلا مقدمات اصيب اخى فى خضم الاحداث وقتل و اصابت والدى حالة من الاكتئاب ,,وعادت تتدفق الدموع مره اخرى بغزارة كانها ينبوع لا يجف وبعيون لا ترى من حولها تنظر وكانها تخترقنا بنظرتها الى عالم بعيد وتعيش الماضى مره اخرى,, راحت تتحدث بصوت عميق ,,قد اصيب والدى بحاله من الاكتئاب واصبح لا يأتى للمنزل الا على فترات اما نا فقد انخرط فى النشاط الثورى حتى آصبت واصبحت قعيدة ولم ارى والدى منذ شهران,,
وأبلغت الشرطه وسألت الجميع,,, ؟ وطلبت أن نساعدها فى إستلام جسده و دفنه بمقابر الأسره وقد كان,,, وقد سمحت لنا ان نقرأ أطروحته,,, هى تعد حجة ودراسه لحال المجتمع لابد أن تدرس فهى تفند أسباب تردى أوضاع المجتمع وقد قررت أن تنشرها فى كتاب لتخلد بها ذكرى والدها ,,تلك كانت قصة متسول لم يكن متسول ولكنه كان إنسان يتسول المعرفه ويبحث عن الحقيقه فى عالم فقد القدره على الفهم والتفاهم .
ماجى صلاح
=========
قد تكون أكثر الأشياء وضوحا تحمل بين طياتها الكثير من الاسرار, وقد يرى البعض ان قصتى ضرب من خيال,, رحت افكر و اتابع قصة متسول شارعنا,,, كانت اقامته الدائمه بمفترق أربع شوارع على ناصية ميدان صغير بالحى الذى اسكن فيه,,, كنا نشاهده يجمع الكرتون ويحيط به نفسه ويرتدى بذله واسعة قديمة,,, أصبح من ظواهر المنطقه حتى اذا غاب يوما نشعر بالقلق,, والشباب كانوا يجلسون بجانبه على الرصيف يتسامرون,,, ولكنه لم يكن ينطق بكلمة,,, مر عليه بيننا قرابة الثلاث سنوات,,, وذات يوم دهمته سيارة وهو جالس هناك بعد صلاة الفجر ومات قبل أن يتم نقله للمشفى,,, ونقل إلى مشرحة المستشفى العام,,, واتفق اهل الحى ان يدفنوه بمقابر الصدقات,,, واقترح احدهم ان يبحثوا بأغراضه علهم يعثرون على عنوان,,, واكتشفو بداخل أغراضه بطاقة تحمل صورته ولكنه اكثر وضوح ووجهه أكثر اشراقآ والأغرب ما كتب بها,,, أستاذ جامعى فى كلية مرموقه,,, أما العنوان فكان فى منطقه راقيه,,, اتفقوا على أن يذهب إثنان منهم الى العنوان المكتوب وكان منهم أخى,,, وراح يقص حكايته بصوت حزين وقلب موتر من الالم، وصلنا وكان ولابد من الإستئذان قبل الصعود,,, سألنا عن أسمه او أحد من أسرته,,, ولم يكن هناك الا إبنته, فطلبنا مقابلتها وخبرناها اننا نعرف اخبار عن والدها,,, ويبدو أنها كانت قلقه ووافقت على الفور على المقابلة ,, واستقبلنا رجل كبير فى السن واصطحبنا الى ردها واسعة وكانت تجلس فتاه فى أواخر العشرينات بوجه جميل برغم مسحة الالم والحزن,,, واعتذرنا منها ,,, وقصصنا عليها القصه كما كانت ,,غامت عينها بسحابه من الدموع ,, وراحت تبكى بلا صوت بشهقات تقطع نياط القلوب ,,ولم نقوى على الحراك او الكلام واعتذرت منا,,,,بصوت خفيض قالت ,,قصتنا اقرب للخيال برغم واقعيتها,, والدى كان دكتور ناجح وكنا انا واخى التوئم طلاب معه فى كليته وقد تعلمنا منه المثل العليا وحرية التعبير ,, قبل 25 يناير أنضممنا الى الكثير من الشباب الحالمين بالتغير,,, وقد كان بيننا وبين والدى جدال دائم,,, نحن نرى أن سبب تردى الأوضاع وسؤ الأخلاق الفقر وهو مقتنع ان هناك أسباب أخرى فى المجتمع,,, اذا كان الفقر فلماذا فى بعض الدول المتقدمة اوالغنية توجد جرائم قتل وسرقة وانتحار واغتصاب وأنحلال أخلاقى,,, وكان ينتهى النقاش دائمآ بلانتيجة ,, بمرور الوقت أصبح يناصر قضيتنا عن أقتناع,, وانتفض الشباب ثم أصبحت إنتفاضة شعب,, ورحنا نمتطى موجة الانتفاضه وكانت ايامنا تتوالى مابين كر وفر,, وكان يجلس معنا بالأيام فى الميدان وتتابعت الاحداث,,, وزادت الفوضى التى تعم البلاد عادة بعد اى ثورة غير منظمه وبلا زعيم,,, وذات يوم بعد نقاش حاد قرر والدى أنه سوف يقوم ببحث ميدانى فى بعض المناطق المتوسطة والفقير,,, كانت فكرته( المتسول الشيك) يملك بدلة قديمة كا من أصابه العسر بعد اليسر,,, واختار منطقة ولم يخبرنا اين وبدأ فى كتابة اطروحته واستمر هذا الوضع شهور كان يخرج لساعات ويعود وقد مر على الثورة أكثر من عام,,, كان يحلم بان يؤارخ للأجيال القادمه قصة شعب واسباب ثورة,, وبلا مقدمات اصيب اخى فى خضم الاحداث وقتل و اصابت والدى حالة من الاكتئاب ,,وعادت تتدفق الدموع مره اخرى بغزارة كانها ينبوع لا يجف وبعيون لا ترى من حولها تنظر وكانها تخترقنا بنظرتها الى عالم بعيد وتعيش الماضى مره اخرى,, راحت تتحدث بصوت عميق ,,قد اصيب والدى بحاله من الاكتئاب واصبح لا يأتى للمنزل الا على فترات اما نا فقد انخرط فى النشاط الثورى حتى آصبت واصبحت قعيدة ولم ارى والدى منذ شهران,,
وأبلغت الشرطه وسألت الجميع,,, ؟ وطلبت أن نساعدها فى إستلام جسده و دفنه بمقابر الأسره وقد كان,,, وقد سمحت لنا ان نقرأ أطروحته,,, هى تعد حجة ودراسه لحال المجتمع لابد أن تدرس فهى تفند أسباب تردى أوضاع المجتمع وقد قررت أن تنشرها فى كتاب لتخلد بها ذكرى والدها ,,تلك كانت قصة متسول لم يكن متسول ولكنه كان إنسان يتسول المعرفه ويبحث عن الحقيقه فى عالم فقد القدره على الفهم والتفاهم .
ماجى صلاح
مواضيع مماثلة
» ( حلم غيث بعد قيظ ) للقديرة ماجى صلاح
» ((( ذات شوق ))) للقديرة ماجى صلاح
» (( حائرة )) للقديرة ماجى صلاح
» (( ذات غفوة )) للقديرة ماجى صلاح
» ((( أرزاق ))) للقديرة ماجى صلاح
» ((( ذات شوق ))) للقديرة ماجى صلاح
» (( حائرة )) للقديرة ماجى صلاح
» (( ذات غفوة )) للقديرة ماجى صلاح
» ((( أرزاق ))) للقديرة ماجى صلاح
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
الخميس ديسمبر 12, 2019 6:04 pm من طرف Medhat
» ( الشخصية الرومانسية بين القوة والضعف ) د، مدحت مختار
الثلاثاء أغسطس 20, 2019 2:38 pm من طرف Medhat Mokhtar
» ( طير اصحاب الحيل ) للشاعر البارع د، سمير خليل
الثلاثاء يوليو 16, 2019 1:36 pm من طرف Medhat Mokhtar
» ( كلمة بسيطة ) للشاعر القدير الخال عصمت
الثلاثاء يوليو 16, 2019 1:34 pm من طرف Medhat Mokhtar
» ( لربما مازلت احبك ) للشاعرة المبدعة وفاء انطاكية
الثلاثاء يوليو 16, 2019 1:32 pm من طرف Medhat Mokhtar
» ( رماد الحياة ) للشاعر المبدع اشرف حسن
الثلاثاء يوليو 16, 2019 1:29 pm من طرف Medhat Mokhtar
» ( تناديني نسائم الشوق ) للشاعر المبدع كمال سلامه
الثلاثاء يوليو 16, 2019 1:27 pm من طرف Medhat Mokhtar
» ( الطيبة والحماقة بين التشابه والإختلاف ) د/ مدحت مختار
الخميس يوليو 04, 2019 9:42 pm من طرف Medhat Mokhtar
» ( دموع تنساب ) للشاعر القدير فتحي بهجت
الثلاثاء يوليو 02, 2019 12:47 pm من طرف Medhat Mokhtar