{{ خفايا الصامت وأسراره }} مدحت مختار

من طرف **Medhat Mokhtar** الأربعاء أغسطس 29, 2018 6:25 pm

{{ خفايا الصامت وأسراره }}
******************
{{ هذا الصامت ،، من هو ؟ ،، متي يصمت ولمن الصمت ؟ }}
******************************************
إن كنت قد تحدثت فى موضوع سابق عن الصمت كلغة مستخدمة أحياناً بين البشر ،، فإنني اليوم أتناول مع حضراتكم هذا الموضوع بشكل أعمق وذلك بالكشف عن بعض أسراره وخباياه ٠
دعونا نستعرض أولاً من هذا الصامت وبأى نوع من الشخصيات يكون ،،،، مع العلم بأن كل مايتعلق بحديث اليوم ينطبق على الرجل والمرأة سواء بسواء ولافرق بينهما سواء بالمشاعر أو ردود الأفعال .
= قد يكون الشخص الصامت ذلك المغرور المتعجرف والذى يستخف بآراء من حوله ولايكلف نفسه مجرد الرد عليها وذلك لإعتقاده بتفاهة تلك الآراء أم عدم وصولها للمستوي الثقافي لتفكيره وعقليته ٠
= قد تكون تلك الشخصية الخجولة المنطوية على ذاتها والتى لاتمتلك شجاعة إبداء الرأى خوفاً من الإحراج مع عدم الثقة بالنفس ومن ثم نجده متلعثماً بكلماته غير قادر على صياغة عباراته بشكل مفهوم ،، وان شعر بذلك الأمر فى وجوه الأخرين تجده وقد تغير لون وجهه وأحمر ثم التوقف عن الإسترسال وبعدها لايعيد الكرة مرة أخري ٠
= نوع أخر من الصامتين فى مواجهة بعض المتحدثين فى موضوع ما نجد صمته ناتج عن جهل وعدم ثقافة وخلفية بذات الموضوع وبالتالي يجد ان الصمت هو الوسيلة الأمثل له لعدم قدرته على مجاراة الآخرين وإستكمال مناقشة الموضوع مستكفياً بالإستماع لهم أو الإنسحاب أحيانا من هذا الجمع ٠
= أما الأعمق تأثيرا بصمته والذى قد يطول لفترات طويلة هو ذلك المجروح بمشاعره ، الحزين داخله ، الذى تلقي صدمة أو ربما صدمات من عزيز أو قريب أو حبيب ،،، وجميعهم ومن تسبب بهذا الجرح والحزن والذى أدى إلى صمته فمؤكد أنه قد جرح دون توقع ان يصدر الجرح ممن لم ينتظر منهم فى أى يوم تلك الجراح أو تلك الإهانة ،،،
هذا وعلى قدر عمق الجرح والإساءة على قدر إبتعاده ،، إما مؤقتاً بمراجعة نفسه والتسامح أم بالإستدامة بالإبتعاد والصمت إن كان الجرح غائر بتأثيره أم بتكراره وأصبح فوق الإحتمال .

الصمت فى تلك الحالة لايعنى الخوف أو الهروب بل نعتبرها صدمة له وغير متوقعة لكل إنسان حساس أو معتز بكرامته ،، وهنا يستبدل هذا الشخص الرد بالمثل أو التهجم على جارحه بالأسلوب المناسب ويكون ذلك بالصمت المطبق إما لطبعه الأخلاقي أو لرفضه الإنزلاق لمزيد من المشاكل أو خوفاً على مشاعر من أحبه ،، هنا يؤثر الإبتعاد والحديث مع النفس معاتباً لها أو معاتباً من أهانه ودن توجيه كلمة واحدة له ،،، وهنا وعندما يصل الإنسان لهذا المستوي من المشاعر والذي يفضل فيه تقبل الإهانة والجروح عن إيذاء مشاعر جارحه ،، علينا نحن من نحزن على هذا الصامت ونقدر صمته بل نلتمس له العذر ونتعاطف معه ضد من تسبب بجراح قلب البراءة والنقاء
جزيل شكري لمتابعة مقالي البسيط متمنياً من الجميع الإستفادة ان شاء الله

الإثنين	الثلاثاء	الأربعاء	الخميس	الجمعة	السبت	الأحد
1	2	3	4	5	6	7
8	9	10	11	12	13	14
15	16	17	18	19	20	21
22	23	24	25	26	27	28
29	30