بحـث
مايو 2024
الإثنين | الثلاثاء | الأربعاء | الخميس | الجمعة | السبت | الأحد |
---|---|---|---|---|---|---|
1 | 2 | 3 | 4 | 5 | ||
6 | 7 | 8 | 9 | 10 | 11 | 12 |
13 | 14 | 15 | 16 | 17 | 18 | 19 |
20 | 21 | 22 | 23 | 24 | 25 | 26 |
27 | 28 | 29 | 30 | 31 |
((( وجفت القلوب ))) للقديرة ماجى صلاح
صفحة 1 من اصل 1
((( وجفت القلوب ))) للقديرة ماجى صلاح
وجفت القلوب
هل أبكيك يا وطني أم أبكى حالي وما آل اليه امري فصراخ اطفالنا وعويل نسائنا لم يعد مسموعاً فقد اصاب الناس الصمم وكأننا فئران تجارب يشاهدها المجتمع ويتابع باهتمام ولكن لا يتحرك فقط ينتظر النتائج ... هكذا راحت تفكر وهى تهرول لتعود لدارها ... وهى تحتضن الكيس الذي حصلت عليه بشق الأنفس من مكان المعونات القليلة التي تصل للبلدة ...قليلة لا تسمن ولا تغنى من جوع ... فلم تكن تملك من قوت يومها الا الفتات ... ولديها طفل وطفلة وكلاهما يصرخ ألماً من الجوع ورعباً من اصوات الرصاص ، وهي المسئولة الان... بعد ان خرج زوجها منذ اسبوع ولم يعود ... وصلتها اخبار متضاربة ... بعضهم قال قتل وبعضهم قال مصاب لا تعرف وليس لديها وقتاً للتفكير، وأكثر ما يقلقها أنها تركت صغيريها بمفردهما... فالشارع الذي تسكن فيه تهدمت بعض دوره ورحل اغلب السكان... ورفض زوجها ان يترك المكان، وحتى لو وافق الى اين ستذهب فقد قتل أخوها وأبوها ولم تعد هناك مدينه أمنه... أي حرب تلك ... انها ابادة شعب تحت مسميات شتى ... مناصرة النظام او الحفاظ على النظام اْو الخوف من الدواعش او الحفاظ على ترابط الدولة... ولكن كل هذا لا يعنيها فما هي الا مسميات ومبررات ... المهم ان تصل سريعا ... فتحت الباب وراحت تنادى على ابنها علي وابنتها علياء فلم تسمع صوتاً... أصابها الفزع ودخلت مسرعة ... وجدتهم تحت السرير يحتضن أحدهما الآخر... اخرجتهم وضمتهم الى صدرها ...ماذا هناك يا علي؟ قال لقد كان هناك قصف في الشارع المجاور وسمعت صوت انفجار شديد وراحت علياء تبكي ورفضت أن تخرج من أسفل السرير فدخلت معها اهدئها حتى تعودي قبلت طفليها وذهبت الى الشباك الخلفي ... يا هول ما رأت منزل ابو محمد قد تهدم تماماً... خرجت من بيتها تعدو وهناك وجدت ما تبقى من سكان الشارع يبحثون عن احياء تحت الانقاض وقد جلست ام محمد وهي في حالةٍ من الجمود... هناك تحت الانقاض يرقد أولادها وأبيها المقعد ...لقد تركتهم في البيت وخرجت لتبحث عن طعام لهم ... لقد سبق أن خرج زوجها ايضا منذ ايام ولم يعود ... أصاب ام علي حالةً من الجمود ... لقد تلاعبت كل الشياطين بعقلها... ماذا لو قصف منزلها وأولادها بمفردهم ... عادت سريعا الى منزلها لتحضر أولادها معها وقد اقسمت الا تتركهم بمفردهم بعد اليوم فليحيوا معاً أو يموتوا معاً... عادت لتساعد الناس في البحث تحت الأنقاض ... سيحتاجون الليل بطوله ... دثرت ابنتها بغطاء واطعمتها ، وراحت تشارك سكان الشارع في البحث في صمت,, لا يسمعون الا نعيق الغراب ونعيب البوم ...واستخرجوا اجساداً مشوهةً ما بين قدم مبتورةٍ ويد ورأس مجرد اشلاء... وقرر سكان الشارع ان افضل حل هو دفنهم كما هم فهم شهداء ... وراحت ام محمد تضم تلك الاشلاء واحداً واحداً وهي تبكي ، تلك قدم ابنى وهذه يد ابنتي اما تلك لا اعرف ، نعم نعم هذا ابى وراحت تضمهم وتبكى بصوت هو خليط ما بين الانين وحشرجات الموت ...جُمعت الأشلاء وتم دفنها قبل طلوع النهار ... وقد اصبحت المقابر متكدسة... ولم يمر يومان على ام علي حتى تعرض منزلها للقصف وقد كانت ... خارج المنزل هي وطفليها في سعي أما للبحث عن زوجها أو بحثاً عن طعام ,,وجلست تفكر اين تذهب وهى لا تملك شيئاً لا طعام يقيتهم ولا مكان يأويهم... راحت تنبش بين الركام حتى وجدت فراغاً للدخول وتسللت الى ما تبقى من الدار وقررت ان تنام بين الركام ,, فمازال بداخلها امل ان يعود زوجها .. وفي اليوم التالي وبومضة من حسن الحظ وبريقا من الأمل حضر احد اصدقاء زوجها واخبرها ان زوجها اصيب وانه في مكان آمن وطلب منها ان تذهب هي والاولاد معه ... حمدت الله انها لم تترك المكان ... وصلوا الى بيت شبه مهدم ومن تحته كان هناك شبه خندق او مخبأ مجهز بالضروريات وكانه مشفى صغير وزوجها نائماً على مرتبه على الأرض ... استمع الى صوت ابنائه فتح عينه ...احتضنهم ونظر الى زوجته فقالت له ما بك يا أبا علي؟ أجاب: الحمد لله ... جلس والأولاد بجانبه ونظر الى الغطاء مكان ساقه ...لقد بترت ساقه ، قال لها لا تفزعي فما زلت املك ساق اخرى انها الحرب القذرة ...القناصون يصطادون البشر كما يصطادون الضواري بلا رحمة... اعتقد انهم مستأجرون يتدربون علينا ويختارون اهدافاً تجعل منا عجزة ، لا اعلم لماذا لا يقتلوننا... واخبرها اصدقاء زوجها انه سيتم تهريبهم الى خارج سوريا الى الحدود التركية ونظرت إلى زوجها ، فقال لها نعم ستكونين انت والأولاد في أمان... قالت له لا يا أبا علي فهناك ايضا لن نشعر بالآمان بدونك وقد سمعت الكثير من القصص المرعبة ولقد اقسمت اما ان نموت بين جنبات مدينتنا او نحيا فيها فلو خرج الجميع فإننا نسلمها لأشباح الموت وزبانية الجحيم يقتسمونها غنيمه سهلة ليعيثوا فيها فسادا وفى النهاية لكل أجل كتاب... وكان ابنهم ذو الأعوام السبعة وابنتهم ذات الاعوام الخمسة متشبثين بوالدهم وقد اتخذ الجميع قراراً لا رجعة فيه ... اما الشهادة او النصر .
.. ماجي صلاح
هل أبكيك يا وطني أم أبكى حالي وما آل اليه امري فصراخ اطفالنا وعويل نسائنا لم يعد مسموعاً فقد اصاب الناس الصمم وكأننا فئران تجارب يشاهدها المجتمع ويتابع باهتمام ولكن لا يتحرك فقط ينتظر النتائج ... هكذا راحت تفكر وهى تهرول لتعود لدارها ... وهى تحتضن الكيس الذي حصلت عليه بشق الأنفس من مكان المعونات القليلة التي تصل للبلدة ...قليلة لا تسمن ولا تغنى من جوع ... فلم تكن تملك من قوت يومها الا الفتات ... ولديها طفل وطفلة وكلاهما يصرخ ألماً من الجوع ورعباً من اصوات الرصاص ، وهي المسئولة الان... بعد ان خرج زوجها منذ اسبوع ولم يعود ... وصلتها اخبار متضاربة ... بعضهم قال قتل وبعضهم قال مصاب لا تعرف وليس لديها وقتاً للتفكير، وأكثر ما يقلقها أنها تركت صغيريها بمفردهما... فالشارع الذي تسكن فيه تهدمت بعض دوره ورحل اغلب السكان... ورفض زوجها ان يترك المكان، وحتى لو وافق الى اين ستذهب فقد قتل أخوها وأبوها ولم تعد هناك مدينه أمنه... أي حرب تلك ... انها ابادة شعب تحت مسميات شتى ... مناصرة النظام او الحفاظ على النظام اْو الخوف من الدواعش او الحفاظ على ترابط الدولة... ولكن كل هذا لا يعنيها فما هي الا مسميات ومبررات ... المهم ان تصل سريعا ... فتحت الباب وراحت تنادى على ابنها علي وابنتها علياء فلم تسمع صوتاً... أصابها الفزع ودخلت مسرعة ... وجدتهم تحت السرير يحتضن أحدهما الآخر... اخرجتهم وضمتهم الى صدرها ...ماذا هناك يا علي؟ قال لقد كان هناك قصف في الشارع المجاور وسمعت صوت انفجار شديد وراحت علياء تبكي ورفضت أن تخرج من أسفل السرير فدخلت معها اهدئها حتى تعودي قبلت طفليها وذهبت الى الشباك الخلفي ... يا هول ما رأت منزل ابو محمد قد تهدم تماماً... خرجت من بيتها تعدو وهناك وجدت ما تبقى من سكان الشارع يبحثون عن احياء تحت الانقاض وقد جلست ام محمد وهي في حالةٍ من الجمود... هناك تحت الانقاض يرقد أولادها وأبيها المقعد ...لقد تركتهم في البيت وخرجت لتبحث عن طعام لهم ... لقد سبق أن خرج زوجها ايضا منذ ايام ولم يعود ... أصاب ام علي حالةً من الجمود ... لقد تلاعبت كل الشياطين بعقلها... ماذا لو قصف منزلها وأولادها بمفردهم ... عادت سريعا الى منزلها لتحضر أولادها معها وقد اقسمت الا تتركهم بمفردهم بعد اليوم فليحيوا معاً أو يموتوا معاً... عادت لتساعد الناس في البحث تحت الأنقاض ... سيحتاجون الليل بطوله ... دثرت ابنتها بغطاء واطعمتها ، وراحت تشارك سكان الشارع في البحث في صمت,, لا يسمعون الا نعيق الغراب ونعيب البوم ...واستخرجوا اجساداً مشوهةً ما بين قدم مبتورةٍ ويد ورأس مجرد اشلاء... وقرر سكان الشارع ان افضل حل هو دفنهم كما هم فهم شهداء ... وراحت ام محمد تضم تلك الاشلاء واحداً واحداً وهي تبكي ، تلك قدم ابنى وهذه يد ابنتي اما تلك لا اعرف ، نعم نعم هذا ابى وراحت تضمهم وتبكى بصوت هو خليط ما بين الانين وحشرجات الموت ...جُمعت الأشلاء وتم دفنها قبل طلوع النهار ... وقد اصبحت المقابر متكدسة... ولم يمر يومان على ام علي حتى تعرض منزلها للقصف وقد كانت ... خارج المنزل هي وطفليها في سعي أما للبحث عن زوجها أو بحثاً عن طعام ,,وجلست تفكر اين تذهب وهى لا تملك شيئاً لا طعام يقيتهم ولا مكان يأويهم... راحت تنبش بين الركام حتى وجدت فراغاً للدخول وتسللت الى ما تبقى من الدار وقررت ان تنام بين الركام ,, فمازال بداخلها امل ان يعود زوجها .. وفي اليوم التالي وبومضة من حسن الحظ وبريقا من الأمل حضر احد اصدقاء زوجها واخبرها ان زوجها اصيب وانه في مكان آمن وطلب منها ان تذهب هي والاولاد معه ... حمدت الله انها لم تترك المكان ... وصلوا الى بيت شبه مهدم ومن تحته كان هناك شبه خندق او مخبأ مجهز بالضروريات وكانه مشفى صغير وزوجها نائماً على مرتبه على الأرض ... استمع الى صوت ابنائه فتح عينه ...احتضنهم ونظر الى زوجته فقالت له ما بك يا أبا علي؟ أجاب: الحمد لله ... جلس والأولاد بجانبه ونظر الى الغطاء مكان ساقه ...لقد بترت ساقه ، قال لها لا تفزعي فما زلت املك ساق اخرى انها الحرب القذرة ...القناصون يصطادون البشر كما يصطادون الضواري بلا رحمة... اعتقد انهم مستأجرون يتدربون علينا ويختارون اهدافاً تجعل منا عجزة ، لا اعلم لماذا لا يقتلوننا... واخبرها اصدقاء زوجها انه سيتم تهريبهم الى خارج سوريا الى الحدود التركية ونظرت إلى زوجها ، فقال لها نعم ستكونين انت والأولاد في أمان... قالت له لا يا أبا علي فهناك ايضا لن نشعر بالآمان بدونك وقد سمعت الكثير من القصص المرعبة ولقد اقسمت اما ان نموت بين جنبات مدينتنا او نحيا فيها فلو خرج الجميع فإننا نسلمها لأشباح الموت وزبانية الجحيم يقتسمونها غنيمه سهلة ليعيثوا فيها فسادا وفى النهاية لكل أجل كتاب... وكان ابنهم ذو الأعوام السبعة وابنتهم ذات الاعوام الخمسة متشبثين بوالدهم وقد اتخذ الجميع قراراً لا رجعة فيه ... اما الشهادة او النصر .
.. ماجي صلاح
مواضيع مماثلة
» ( حلم غيث بعد قيظ ) للقديرة ماجى صلاح
» ((( أرزاق ))) للقديرة ماجى صلاح
» (( أي بني )) للقديرة ماجى صلاح
» (( زيف الأمل )) للقديرة ماجى صلاح
» (( حائرة )) للقديرة ماجى صلاح
» ((( أرزاق ))) للقديرة ماجى صلاح
» (( أي بني )) للقديرة ماجى صلاح
» (( زيف الأمل )) للقديرة ماجى صلاح
» (( حائرة )) للقديرة ماجى صلاح
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
الخميس ديسمبر 12, 2019 6:04 pm من طرف Medhat
» ( الشخصية الرومانسية بين القوة والضعف ) د، مدحت مختار
الثلاثاء أغسطس 20, 2019 2:38 pm من طرف Medhat Mokhtar
» ( طير اصحاب الحيل ) للشاعر البارع د، سمير خليل
الثلاثاء يوليو 16, 2019 1:36 pm من طرف Medhat Mokhtar
» ( كلمة بسيطة ) للشاعر القدير الخال عصمت
الثلاثاء يوليو 16, 2019 1:34 pm من طرف Medhat Mokhtar
» ( لربما مازلت احبك ) للشاعرة المبدعة وفاء انطاكية
الثلاثاء يوليو 16, 2019 1:32 pm من طرف Medhat Mokhtar
» ( رماد الحياة ) للشاعر المبدع اشرف حسن
الثلاثاء يوليو 16, 2019 1:29 pm من طرف Medhat Mokhtar
» ( تناديني نسائم الشوق ) للشاعر المبدع كمال سلامه
الثلاثاء يوليو 16, 2019 1:27 pm من طرف Medhat Mokhtar
» ( الطيبة والحماقة بين التشابه والإختلاف ) د/ مدحت مختار
الخميس يوليو 04, 2019 9:42 pm من طرف Medhat Mokhtar
» ( دموع تنساب ) للشاعر القدير فتحي بهجت
الثلاثاء يوليو 02, 2019 12:47 pm من طرف Medhat Mokhtar