بحـث
نوفمبر 2024
الإثنين | الثلاثاء | الأربعاء | الخميس | الجمعة | السبت | الأحد |
---|---|---|---|---|---|---|
1 | 2 | 3 | ||||
4 | 5 | 6 | 7 | 8 | 9 | 10 |
11 | 12 | 13 | 14 | 15 | 16 | 17 |
18 | 19 | 20 | 21 | 22 | 23 | 24 |
25 | 26 | 27 | 28 | 29 | 30 |
((( فى رحاب الشعر ))) للقدير أحمد مصطفى الأطرش
صفحة 1 من اصل 1
((( فى رحاب الشعر ))) للقدير أحمد مصطفى الأطرش
في رحاب الشعر ــ 2
ٌٌٌٌٌٌٌٌٌٌٌٌٌ
في الحلقة الأولى من بحثنا تكلمنا عن تعريف الشعر لغويا وعن تعريفه لدى سلفيو ونقاد الأدب العربي واليوم نتابع بحثنا حول الصنعة والإلهام في الشعر العربي فتعالوا بنا لنقف عند هذا ولنرى كيف كانوا يعزون الإلهام للتوابع من الجن لكل شاعر وما هي الصنعة وابرز القصائد التي تتشح بالصنعة وهي ما يسمى بالحوليات .
الصنعة في الشعر :
ــــــــــــــــــــــــــــ
تعريف الصنعة لغويا : الصَّنعة : الطَّريقة المنظَّمة الخاصَّة التي تتَّبع في عمل يدويّ أو ذهنيّ يشرب الصَّنعة
الصَّنْعَة : التَّكَلُّف.
هذا تعريف موجز لكلمة صنعة ومنها نستدل إلى أنها تدل على التكلف والعمل المنظم والجهد الكبير للقصيدة الشعرية وكأنها أي عمل شاق يستلزم الجهد والمثابرة عليه لخلقه وإخراجه للوجود لتقديمه للمتلقي لا اعتبار للموهبة والدفق للإحساس والشعور الذين هما أصل العمل الفني بشتى أشكاله وألوانه وما الشاعر أوالموسيقي
أو الرسام والنحات سوى عامل قد اكتسب مهاراته خلال فترة زمنية قضاها عند (شيخ الكار ) أو معلم حازق .
الفن بصورة عامة هو إحساس ,,, شعور ,,,, انصهار كلي بتجربة
ماهي الصنعة : أطلق النقاد العرب القدامى على عملية إعادة النظر بالقصيدة الشعرية بعد ولادتها وتنقيحها واستبدال بعض ألفاظها وادخال بعض المحسنات عليها حتى تبلغ من الجمال ما يرضي الشاعر وذوقه قبل المتلقي .
وقد تمحور النقد العربي قديما حول الشعر وطبيعته وماهيته وأسسه وأغراضه وبنائه وحول كيفية ولادة القصيدة .
فقسموا الشعراء إلى قسمين : ملهم أو مطبوع . و متصنع
والشاعر الملهم يقول قصيدته دون عناء أو تكلف يرتجلها ارتجالا وقد ردوا هذا الإلهام إلى قوة خفية تلهمهم الشعر هذه القوة الخفية هي الجن والشياطين فاعتبروا أن لكل شاعر قرين من الجن يتصل به ويلهمه الشعر وقد ذكر القرشي في كتاب الجمهرة وتحت عنوان ( ماحفظ عن الجن من الشعر) أشعاراً لمشاهير الشعراء الجاهلية والتي كانت عن طرق قرنائهم من الجن .
ومرد هذا الإعتقاد من فكرة الإبداع الذي يحوز على إعجاب المتلقي الذي كان يفتن بجميل الشعر وكأن ما أبدع به الشعر شيء خارق للعادة أو الناموس الطبيعي كأي أمر آخر كان ينسب إلى الجن والشياطين من خوارق العادات حتى أن اا نزلوا بواد او أرض غريبة عليهم كانوا يطلبون حماية رعاة ذلك الوادي من الجن
من هنا أدرك النقاد العرب أن ما يمتاز به الشاعر من إلهام فيبدع إنما هو وحي . وأن الإلهام أساس لابد منه وإلا فكل ما ينتجه سدى لا فائدة منه ولن يبلغ آفاق الكون .
ظاهرة ارتباط الشعر بالجن لم تقتصر على النقاد فحسب بل تعدتها إلى الشعراء أنفسهم فتفاخروا فيما بينهم بما لديهم من من توابع من الجن يلهمونهم الشعر ويوحون إليهم زخرف القول الذي يسحر ويفتن القلوب والعقول .
ومن هؤلاء الشعراء عبيد بن الأبرص وبشر بن أبي خازم والكميت الأسدي والنابغة الذبياني وطرفة بن العبد وقيس بن الخطيم وقد امتد هذا الإعتقاد عبر العصور الإسلامية فكان ابو تمام والبحتري والمتنبي من هؤلاء الشعراء الذين يدعون أن لهم توابع من الجن تلهمهم الشعر .
اقتصر ربط التوابع للشعراء على بعض الشعراء ولم يعمم على الجميع وقد ذكر الرواة بعضا من هؤلاء الشعراء واسم تابع كل شاعر من الجن اي أن هناك فئة أخرى من الشعراء لا علاقة لهم بالجن إنما يقولون شعرهم عن طبع وقريحة شعرية بدون عون من الجن أو غيرهم .
من هن فرق النقاد العرب القدامى بين نوعين من الشعراء:
1 ـ شعراء ملهمون : شعراء يقولون الشعر عن إلهام ويرتجلون الشعر مباشرة دون تأن أو روية . أو تكلف وأن أصحابه يقولون الشعر الموروث فلا ينمقون ولا يتأنقون ولا يتكلفون ولا يأتةن بغريب ووحشي الكلام.
2 ـ شعراء الصنعة : وهم ممن يقولون الشعر ثم يعيدون النظر فيه بالتهذيب والتنقيح والتثقيف والتحكيك .والشاعر هنا يتكلف ويبذل جهدا ومشقة ويعاني أثناء النظم .
فإبن قتيبة بكتابه الشعر والشعراء عن هؤلاء ( هو الذي قوم شعره ونقحه بطول التفتيش وأعاد فيه النظر بعد النظر كزهير بن أبي سلمة والحطيئة ) .
إذا عملية الإعادة والتمحيص تتم بعد ولادة القصيدة رغبة من الشاعر بالوصول بقصيدته إلى أعلى درجات الإبداع لترضي الشاعر أولا ومن ثم لتفتن المتلقي وتستحوذ على إعجابه .
يقول الجاحظ في كتابه البيان والتبين ( ومن الشعراء العرب من كان يدع القصيدة تمكث عنده حولا كاملا يردد فيها النظر ويجيل فيها عقله ويقلب فيها رأيه )
من خلال أراء النقاد العرب حول ماأسموه التكلف قد خلطوا بين مراجعة العمل الأدبي أي لتنقيحه وتهذيبه وبين المجاهدة والمعاناة في إبرازه واخراجه فسموا الإثنين تكلفا متناسين أن أي عمل أدبي لابد من مراجعته وتنقيحه وتعديل بعض منه حتى تكتمل صورته المرضية للشاعر نفسه قبل ارضاء أو اعجاب المتلقي .
فالشعر اشبه مايكون بمعركة ابداعية بين الشاعر وأدواته الفنية يعاني فيها الكثير والشاعر الحق من يختار الكلمة الملائمة لغرضه الشعري الساحرة بموسيقاها الفاتنة بوقعها على الأسماع أوعلى المتلقي.
هذه بعض أراء النقاد العرب قديما فماذا عن الشعراء في العصر الحديث ؟؟
هذا ماسيكون عليه بحثنا القادم لنقف على آراء شعراء لهم مكانتهم الشعرية مثل الشاعر الكبير نزار قباني ,, عبد الوهاب البياتي ,,, نازك الملائكة ,,, بدر شاكر السياب
،،،، أحمد مصطفى الأطرش ،،،،
ٌٌٌٌٌٌٌٌٌٌٌٌٌ
في الحلقة الأولى من بحثنا تكلمنا عن تعريف الشعر لغويا وعن تعريفه لدى سلفيو ونقاد الأدب العربي واليوم نتابع بحثنا حول الصنعة والإلهام في الشعر العربي فتعالوا بنا لنقف عند هذا ولنرى كيف كانوا يعزون الإلهام للتوابع من الجن لكل شاعر وما هي الصنعة وابرز القصائد التي تتشح بالصنعة وهي ما يسمى بالحوليات .
الصنعة في الشعر :
ــــــــــــــــــــــــــــ
تعريف الصنعة لغويا : الصَّنعة : الطَّريقة المنظَّمة الخاصَّة التي تتَّبع في عمل يدويّ أو ذهنيّ يشرب الصَّنعة
الصَّنْعَة : التَّكَلُّف.
هذا تعريف موجز لكلمة صنعة ومنها نستدل إلى أنها تدل على التكلف والعمل المنظم والجهد الكبير للقصيدة الشعرية وكأنها أي عمل شاق يستلزم الجهد والمثابرة عليه لخلقه وإخراجه للوجود لتقديمه للمتلقي لا اعتبار للموهبة والدفق للإحساس والشعور الذين هما أصل العمل الفني بشتى أشكاله وألوانه وما الشاعر أوالموسيقي
أو الرسام والنحات سوى عامل قد اكتسب مهاراته خلال فترة زمنية قضاها عند (شيخ الكار ) أو معلم حازق .
الفن بصورة عامة هو إحساس ,,, شعور ,,,, انصهار كلي بتجربة
ماهي الصنعة : أطلق النقاد العرب القدامى على عملية إعادة النظر بالقصيدة الشعرية بعد ولادتها وتنقيحها واستبدال بعض ألفاظها وادخال بعض المحسنات عليها حتى تبلغ من الجمال ما يرضي الشاعر وذوقه قبل المتلقي .
وقد تمحور النقد العربي قديما حول الشعر وطبيعته وماهيته وأسسه وأغراضه وبنائه وحول كيفية ولادة القصيدة .
فقسموا الشعراء إلى قسمين : ملهم أو مطبوع . و متصنع
والشاعر الملهم يقول قصيدته دون عناء أو تكلف يرتجلها ارتجالا وقد ردوا هذا الإلهام إلى قوة خفية تلهمهم الشعر هذه القوة الخفية هي الجن والشياطين فاعتبروا أن لكل شاعر قرين من الجن يتصل به ويلهمه الشعر وقد ذكر القرشي في كتاب الجمهرة وتحت عنوان ( ماحفظ عن الجن من الشعر) أشعاراً لمشاهير الشعراء الجاهلية والتي كانت عن طرق قرنائهم من الجن .
ومرد هذا الإعتقاد من فكرة الإبداع الذي يحوز على إعجاب المتلقي الذي كان يفتن بجميل الشعر وكأن ما أبدع به الشعر شيء خارق للعادة أو الناموس الطبيعي كأي أمر آخر كان ينسب إلى الجن والشياطين من خوارق العادات حتى أن اا نزلوا بواد او أرض غريبة عليهم كانوا يطلبون حماية رعاة ذلك الوادي من الجن
من هنا أدرك النقاد العرب أن ما يمتاز به الشاعر من إلهام فيبدع إنما هو وحي . وأن الإلهام أساس لابد منه وإلا فكل ما ينتجه سدى لا فائدة منه ولن يبلغ آفاق الكون .
ظاهرة ارتباط الشعر بالجن لم تقتصر على النقاد فحسب بل تعدتها إلى الشعراء أنفسهم فتفاخروا فيما بينهم بما لديهم من من توابع من الجن يلهمونهم الشعر ويوحون إليهم زخرف القول الذي يسحر ويفتن القلوب والعقول .
ومن هؤلاء الشعراء عبيد بن الأبرص وبشر بن أبي خازم والكميت الأسدي والنابغة الذبياني وطرفة بن العبد وقيس بن الخطيم وقد امتد هذا الإعتقاد عبر العصور الإسلامية فكان ابو تمام والبحتري والمتنبي من هؤلاء الشعراء الذين يدعون أن لهم توابع من الجن تلهمهم الشعر .
اقتصر ربط التوابع للشعراء على بعض الشعراء ولم يعمم على الجميع وقد ذكر الرواة بعضا من هؤلاء الشعراء واسم تابع كل شاعر من الجن اي أن هناك فئة أخرى من الشعراء لا علاقة لهم بالجن إنما يقولون شعرهم عن طبع وقريحة شعرية بدون عون من الجن أو غيرهم .
من هن فرق النقاد العرب القدامى بين نوعين من الشعراء:
1 ـ شعراء ملهمون : شعراء يقولون الشعر عن إلهام ويرتجلون الشعر مباشرة دون تأن أو روية . أو تكلف وأن أصحابه يقولون الشعر الموروث فلا ينمقون ولا يتأنقون ولا يتكلفون ولا يأتةن بغريب ووحشي الكلام.
2 ـ شعراء الصنعة : وهم ممن يقولون الشعر ثم يعيدون النظر فيه بالتهذيب والتنقيح والتثقيف والتحكيك .والشاعر هنا يتكلف ويبذل جهدا ومشقة ويعاني أثناء النظم .
فإبن قتيبة بكتابه الشعر والشعراء عن هؤلاء ( هو الذي قوم شعره ونقحه بطول التفتيش وأعاد فيه النظر بعد النظر كزهير بن أبي سلمة والحطيئة ) .
إذا عملية الإعادة والتمحيص تتم بعد ولادة القصيدة رغبة من الشاعر بالوصول بقصيدته إلى أعلى درجات الإبداع لترضي الشاعر أولا ومن ثم لتفتن المتلقي وتستحوذ على إعجابه .
يقول الجاحظ في كتابه البيان والتبين ( ومن الشعراء العرب من كان يدع القصيدة تمكث عنده حولا كاملا يردد فيها النظر ويجيل فيها عقله ويقلب فيها رأيه )
من خلال أراء النقاد العرب حول ماأسموه التكلف قد خلطوا بين مراجعة العمل الأدبي أي لتنقيحه وتهذيبه وبين المجاهدة والمعاناة في إبرازه واخراجه فسموا الإثنين تكلفا متناسين أن أي عمل أدبي لابد من مراجعته وتنقيحه وتعديل بعض منه حتى تكتمل صورته المرضية للشاعر نفسه قبل ارضاء أو اعجاب المتلقي .
فالشعر اشبه مايكون بمعركة ابداعية بين الشاعر وأدواته الفنية يعاني فيها الكثير والشاعر الحق من يختار الكلمة الملائمة لغرضه الشعري الساحرة بموسيقاها الفاتنة بوقعها على الأسماع أوعلى المتلقي.
هذه بعض أراء النقاد العرب قديما فماذا عن الشعراء في العصر الحديث ؟؟
هذا ماسيكون عليه بحثنا القادم لنقف على آراء شعراء لهم مكانتهم الشعرية مثل الشاعر الكبير نزار قباني ,, عبد الوهاب البياتي ,,, نازك الملائكة ,,, بدر شاكر السياب
،،،، أحمد مصطفى الأطرش ،،،،
مواضيع مماثلة
» (( أبتاه ))) للقدير أحمد مصطفى الأطرش
» ((( أنى أحبك ))) للقدير أحمد مصطفى الأطرش
» ((( علم العروض ))) للقدير أحمد مصطفى الأطرش
» ((( دعى الطبل والمزمارا ))) للقدير أحمد مصطفى الأطرش
» ((( أسير الهوى ))) للقدير أحمد مصطفى الأطرش
» ((( أنى أحبك ))) للقدير أحمد مصطفى الأطرش
» ((( علم العروض ))) للقدير أحمد مصطفى الأطرش
» ((( دعى الطبل والمزمارا ))) للقدير أحمد مصطفى الأطرش
» ((( أسير الهوى ))) للقدير أحمد مصطفى الأطرش
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
الخميس ديسمبر 12, 2019 6:04 pm من طرف Medhat
» ( الشخصية الرومانسية بين القوة والضعف ) د، مدحت مختار
الثلاثاء أغسطس 20, 2019 2:38 pm من طرف Medhat Mokhtar
» ( طير اصحاب الحيل ) للشاعر البارع د، سمير خليل
الثلاثاء يوليو 16, 2019 1:36 pm من طرف Medhat Mokhtar
» ( كلمة بسيطة ) للشاعر القدير الخال عصمت
الثلاثاء يوليو 16, 2019 1:34 pm من طرف Medhat Mokhtar
» ( لربما مازلت احبك ) للشاعرة المبدعة وفاء انطاكية
الثلاثاء يوليو 16, 2019 1:32 pm من طرف Medhat Mokhtar
» ( رماد الحياة ) للشاعر المبدع اشرف حسن
الثلاثاء يوليو 16, 2019 1:29 pm من طرف Medhat Mokhtar
» ( تناديني نسائم الشوق ) للشاعر المبدع كمال سلامه
الثلاثاء يوليو 16, 2019 1:27 pm من طرف Medhat Mokhtar
» ( الطيبة والحماقة بين التشابه والإختلاف ) د/ مدحت مختار
الخميس يوليو 04, 2019 9:42 pm من طرف Medhat Mokhtar
» ( دموع تنساب ) للشاعر القدير فتحي بهجت
الثلاثاء يوليو 02, 2019 12:47 pm من طرف Medhat Mokhtar