( مابين التقليد والتقمص ،، حالات طبيعية أم مرض نفسي ؟ ) د، مدحت مختار

من طرف **Medhat Mokhtar** الثلاثاء سبتمبر 18, 2018 1:40 pm

{{ مابين التقليد والتقمص ،، حالات طبيعية أم مرض نفسي ؟ }}
**********************************************
أحبائي الكرام ،، دعونا نلقي الضوء عن حالات نمر بها جميعاً ودون استثناء قد يكون منها السلوك العادي والطبيعي ومنها ماقد يتحول إلى مرض من الأمراض النفسية .
سأحاول بأختصار مع حضراتكم تفسير سلوكيات البعض فى مسألة التقليد وكذلك التقمص وبعدها فلكم الحكم على أنفسكم ان كان السلوك طبيعي أم دخل فى مرحلة المرض النفسي والذى يحتاج بالطبع إلى المساعدة والعلاج .
## ~~~ التقليد ~~~ ##
التقليد صفة نمر بها جميعاً وبهذا فهى تعتبر من السلوكيات الطبيعية طالما إتخذ المسار المعقول ودون تطرف أو جنوح لكي تصل لمرحلة التقمص بشكل دائم .
جميعنا قد نعجب لنمط من أنماط الشخصية فنجد أنفسنا نقلدها كأعجاب أحدنا بأحد المشاهير فيمكن تقليده فى ملابسه أو بتسريحة شعره أو حتى بأسلوب كلامه أو بمشيته ،، كل هذا طبيعي جداً ٠
نجده طبيعي فى حالة رجوع الشخص لطبيعته الأصلية حيث يكون التقليد مؤقتا ولايتخذ صفة الثبات والإستمرارية ٠
وللتقليد وجهان ،، جانب إيجابي وأخر سلبي .
يكون التقليد إيجابي فى حالة إقتصار التقليد عن صفات جديرة بالتقليد كتقليد شخصية حكيمة متزنة فى هدوئها وقراراتها وحكمة أقوالها وكذلك إلتزامها بمعايير أخلاقية تدعو للإعجاب ومن ثم نشعر داخلياً بأمنيات أن نكون على شاكلتها وبالتالي تقليدها بهذا السلوك .
أما التقليد السلبي فهو فى العادة تقليد لتوافه السلوك أو لتطرف من نماذج السلوك مم يخرج به عن العادات والتقاليد المتعارف عليها بالمجتمع ،، كتقليد الشباب بمجتمعنا الشرقي مثلا شباب الغرب بطول الشعر وتلوينه بألوان صارخة غريبة ،، أو تقليد الفتيات نموذج من مشاهدتها صرعات الدول الغربية فى وشم مثلا على كل جسدها وإظهاره بجسد عاري فى الشارع أو بالإحتفالات فى تجمعات المتطرفين والشواذ .
*************
## ~~~ التقمص أو التوحد ~~~ ##
*************************
عند دخول الإنسان لمرحلة التقمص أو مايسمي بالتوحد هنا يدق ناقوس الخطر بالدخول بمرحلة المرض النفسي مابين الخفيف منه فى حالة التقليد الشديد بكل صفات شخصية أخري والإستمرار عليها وبين العنيف فى حالة الفصام أو إنفصام الشخصية .
التقمص بمعني التوحد يبدأ منذ الطفولة بشكل تعلق الأبناء الشديد بالوالدين ومن ثم محاولة تقليدهم بشكل مستمر فى كل سلوك صادر عنهم وحتى الكبر حيث يتخذ هذا التقليد المتطرف مظهر تقمص الشخصية فى كل أنماط السلوك سلبية كانت أم إيجابية .
فى الحالة السابقة لم تدخل بعد الشخصية فى مرحلة المرض النفسي ويكون التقمص هو مجرد تقليد شديد وأيضاً يكون الشخص على دراية بتصرفاته وعلى وعى منه بأنه مصدر إعجاب وسلوك عليه تقليده ،،، أما التقمص بحالته المتطرفة والتى لايشعر فيها الشخص بأنه يقلد فقط بل يندمج كلياً مع الشخصية الأخري وفى جميع تصرفاتها دون وعى فهنا قد دخل بحالة من المرض النفسي كما سبق الذكر بحالات انفصام الشخصية حيث تتملكه تلك الشخصية دون إرادة ويتعامل بموجبها مع الأخرين وكأنه قد أصبح نسخة متماثلة مع الشخصية الأخري .
## بالطبع هناك نماذج قد تدفع الشخصية لهذا التقمص سأذكر منها على سبيل الأختصار لبعض الشخصيات .
قد تكون الشخصية المدفوعة لاإرادياً للتقمص تلك الشخصية المهزوزة ذات مركبات النقص لكي يعوض هذا النقص بتقمص شخصية أخرى فى عنفها مثلا أو بإنفعالاتها الشديدة بعلو الصوت أو بالعنف المفرط وبالإعتداء على الأخرين ومن ثم يكون هذا التقمص من شخصية سماتها الجبن إلى شخصية سماتها العدوانية المفرطة .
وقد تكون الشخصية المتقمصة لأخرى من الشخصيات ضعيفة الذكاء والموهبة ومن هنا نجد تقمصه بشخصية مغرورة متعالية على الأخرين مدعياً لنفسه مالايملك من موهبة او ذكاء .
##
أعتذر لحضراتكم عن الإطالة ذلك لأن الموضوع يحوي الكثير ويحتاج أكثر من ذلك ،،، كل الشكر لمتابعتكم مع أمنياتي ان ينال بعض من رضائكم والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته

الإثنين	الثلاثاء	الأربعاء	الخميس	الجمعة	السبت	الأحد
				1	2	3
4	5	6	7	8	9	10
11	12	13	14	15	16	17
18	19	20	21	22	23	24
25	26	27	28	29	30