رثاء أمى ....بقلم / فاطمة العذب

من طرف Zahrah enan الثلاثاء أبريل 12, 2016 9:55 am

كنت أغبط نفسي على التجلد والصبر وأحسبني قادرة على الاستمساك في كل رزء مهما جل شأنه وعظم وقته..فلما ماتت أمي علمت أن من الرزايا ما لا يطاق احتماله ولا يستطاع تجرع مرارته..
كل يوم نرى الموت ولا نزال نعد الموت غريباً,هيهات ! لا غرابة في الموت ,ولكن الغريب هو موت الانسان الغريب..
كل يوم تمر قوافل الموتى فلا نأبه لها..وأكبر نصيبها منا مسكين فلان ..يا حرام ..رحمه الله..!!
ولكن عندما جاء الموت واختطف أمي .صُدمنا..دُهشنا ...جزعنا ..ولإنها كانت غريبة في تصرفاتها في حنانها..في حبها في عاطفتها كان موتها غريباً..كان حدَثا لا يصدق ولم نصدقه..عندما ماتت امي عرفنا الموت وما كنا نعرفه من قبل..لإننا ما كنا نرى إلا أمواتاً يُنقلون من ظهر الأرض الى بطنها..أما أمي كانت حقيقة في حياتنا فكان موتها كذلك..
لا نحسب أننا صنعنا شيئاً اذا بذلنا لهذه الأم العظيمة قطرة من المداد رثيناها فيها..ولا أننا أبلينا بلاءاً حسناً اذا بذلنا لها قطرة من الدمع ,فهي كانت تبذل لنا ماء حياتها قطرة قطرة حتى أفناها ومضت لربها راضية مرضية..شتّان ما بين صنيعها وصنيعنا..أين قطرات الدموع التي نريح بها أنفسنا من قطرات الحياة التي أراقتها في سبيلنا ..كانت أمي سراجاً كبير الشُعلة, وكل سراج تكبر شعلته يفرغ زيته وشيكا..وتحترق ذبالته فينطفىء نوره..
كانت أمي صبورة في تحملها للصعاب..نشيطة للقيام بواجباتها نحونا..جبّارة في تحمل المصائب ..فقطعت جسر الحياة في طرفة عين..
ما كانت أمي أذكى الناس ولاأعلمهم ..ولكنها كانت أصبرهم وأكبرهم قلباً وأكثرهم حُلماً وأجملهم خُلقا..
يا أمي أيتها الراحلة المودّعة المفارقة...ان بين جنبيَّ لوعة تعتلج لفراقك لا أعرف السبيل الى التعبير عنها الا هذه الحروف وهذا القلم...ها أنا أعالج القلم علاجاً شديداً
على أن يسعفني بحاجتي ولكن مهما فعلت لن ينطفىء شوقي اليك واحساسي بالغربة دونك...رحمك الله يا أمي واسكنك فسيح جناته وكل أمهاتنا اللواتي غيبتهن الأقدار

الإثنين	الثلاثاء	الأربعاء	الخميس	الجمعة	السبت	الأحد
		1	2	3	4	5
6	7	8	9	10	11	12
13	14	15	16	17	18	19
20	21	22	23	24	25	26
27	28	29	30	31